لا يزال الكبار في السنّ يواجهون صعوبات في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة في الصين لدرجة قرّرت السلطات توفير حصص للتقوية الرقمية. واشترى لي تشانغمينغ البالغ 70 عاما هاتفه حديثا. ولتعلّم كيفية استخدامه، التحق بدورة توفّرها بلدية حيّه في شينغدو، جنوب غرب الصين.
ويشرح له مدرّب كيفية إغلاق التطبيقات، محاولا تبسيط المفاهيم لجمهور هو من العمر الثالث. وهو يقول: “الأمر أشبه بقاعة مكتظّة بالقطع ينبغي ترتيبها”. وقد أصبح استخدام الهاتف المحمول أساسياً في الصين حيث تزداد التجارة الإلكترونية رواجاً. لذا، قرّرت السلطات تنظيم دورات ليألف مجمل السكّان أساسيات التجارة الإلكترونية. وتتوفّر تطبيقات الدفع الإلكتروني للعملاقين “وي تشات” و”علي بابا” في المتاجر كلّها، حتّى الصغيرة منها.
ومن الشائع رؤية زبائن يدفعون مشترياتهم من خلال مسح الرمز المربّع للتاجر مسحاً ضوئياً بواسطة الهاتف الذكي. وتقول الستينية مينغ لي التي تحضر الحصص في شينغدو: “لم يعد يمكننا العيش من دون هاتف محمول”، كاشفة “لم يكن في وسعي سوى إجراء مكالمة في بادئ الأمر وقد فسرّت لي ابنتي بعض الأمور ورحت أحضر دورات كهذه. وأنا اليوم أتدبّر أمري”.
ومن الأهداف الأخرى التي تسعى السلطات إلى تحقيقها دعم الاستهلاك من خلال حثّ الكبار في السنّ على الاستعانة بمدّخراتهم. ومن المتوقّع أن يبلغ عدد المتقاعدين في الصين 300 مليون سنة 2025، أي ما يوازي عدد سكّان الولايات المتحدة تقريبا. وتمثّل قدرتهم الشرائية أكثر من 720 مليار دولار، وفق مجموعة “داشو كونسالتينغ”.
وقد دعت السلطات في تشرين الثاني إلى تعزيز قدرات الكبار في السنّ في المجال الرقمي، من خلال حصص تدريبية. وهي طالبت شركات التكنولوجيا بطرح تطبيقات تكون سهلة الاستخدام لمن تقدّموا في السنّ. ووقت عزل ملايين الأشخاص في منازلهم لأسابيع عدّة في ووهان بسبب الوباء، من دون إمكانية التبضّع، كانت الطلبيات عبر الإنترنت بمثابة خشبة الخلاص من الجوع. من ثمّ، اشترك أكثر من 36 مليون شخص بالإنترنت للمرّة الأولى في الصين بين آذار وحزيران.
ومنذ بدء تفشّي الوباء، باتت خطوة بسيطة كالتنقّل تستلزم بعض المهارات التكنولوجية، إذ إن الكثير من الأماكن العامة ووسائل النقل يشترط تقديم تطبيق لتقييم الخطر الوبائي للمستخدم بناء على تنقّلاته واتّصالاته السابقة.