العملة يُقصَد بالعُملة: الشيء الرمزيّ الذي يُستخدَم كوسيلة؛ لتبادُل الاحتياجات البشريّة الضروريّة، والثانويّة، وهذا الشيء الرمزيّ قد يكون قِطَعاً معدنيّة، أو أوراقاً ماليّة، وفي الدُّول المُتطوِّرة، تَرمزُ العُملة أيضاً للشيكات البنكيّة، والحسابات البنكيّة، والحِوالات الماليّة، والنقود الإلكترونيّة، أمّا في الدُّول الأقلّ تطوُّراً، فقد تكون العُملة مجموعة من الموادّ، كالماشية، والتِّبغ، والمنحوتات الصخريّة، وغيرها.[١][٢] ويمكن تصنيف أنواع العُملات الرئيسيّة التي تتعامل فيها الدُّول إلى أربعة أنواع رئيسيّة، هيَ:[٢] عُملة ورقيّة: وهي النقود التي تستخدمُها أغلب الدُّول المُتقدِّمة، حيث تُحدَّد قيمتُها من قِبَل الحكومات، والسوق الحُرّة، وقد تتغيّر قيمتُها حسب السياسات النقديّة، ومن الأمثلة عليها: الدولار الأمريكيّ، والجُنيه الأستراليّ. عُملة مدعومة بالمُدَّخرات: ويُقصَد بها: العُملات التي تكون على شكل معادن ثمينة، كالذهب، والفضّة، والتي تُستخدَم؛ لضمان عدم ضياع قيمة العُملة، إذ يمكن تبادُل قيمة هذه المُدَّخرات بالعُملات الورقيّة. عُملة مدعومة بالسِّلَع: كانت العُملة قديماً تتمثّل ببعض السِّلَع الأساسيّة، حيث كانت تُشكِّل عَصَب الرأسماليّة في التاريخ، وهذه السِّلَع قد تكون ذات قيمة مرتفعة؛ بسبب ارتفاع الطَّلَب عليها، وقد تكون ذات قيمة مُتزايدة؛ بسبب نَقْصٍ في السِّلعة؛ بفِعل التقلُّبات السنويّة. عُملة رقميّة: وهي أحدث أنواع العُملات، إلّا أنّه لا يمكن التعامُل بها حاليّاً إلّا عبرَ أجهزة الكمبيوتر، ومن الأمثلة عليها عُملة بِتكُوين. أين تُطبَع عُملات الدُّول تطبعُ بعض الدُّول عُملتها داخل أراضيها؛ حيث تُعَدُّ كلٌّ من الهند، وأمريكا من الدُّول التي تطبعُ عملتها بنفسها، وتُعَدّ كلٌّ من أوروبا، وأمريكا الشماليّة أكثر الدُّول إنتاجاً للعُملات، بينما تلجأ بعض الدُّول إلى طباعة عُملتها في البلاد الأخرى؛ نظراً لارتفاع تكاليف صناعة العُملة، من طباعة، وحاجة لآلات، ووسائل تكنولوجيّة حديثة، ومُواكبة للتطوُّرات التي تمنعُ تزييف المال، ممّا يؤدّي إلى طباعة أموالها في شركات خارجيّة، ثمّ وضعها في البنوك المركزيّة الخاصّة بها،[٣] وتنتجُ شركات طباعة النقد الخاصّة العُملة على شكل أوراق نقديّة، وفي المقابل فإنّها تحصلُ على العُملة الصعبة من الدولة التي طَبَعت لها هذه الأوراق، كما تُوجَد عدّة شركات لطباعة العُملات، حيث تكون تابعةً للحكومات، ويكون البنك المركزيّ لكلّ دولة هو المسؤول عن إصدار أوامر؛ لإصدار النقود الجديدة، ومن الجدير بالذكر أنّ قطاع إنتاج النقود يُعَدُّ قِطاعاً مُرتبِطاً بسيادة الدولة، وله تدابير أمنيّة صارمة؛ فعادةً ما تكون العلاقة بين شركة طباعة العُملة، والبنك المركزيّ الذي تُورِّد إليه النقود علاقة سريّة لا يجب الإفصاح عنها،[٤] علماً بأنّه تتمّ طباعة العُملات في شركات مُتخصِّصة في هذا المجال، مثل: شركة إنسخيده نتج الهولنديّة، وأورال فوسلي السويسرية، واللتانِ تُعدّانِ من شركات النَّقد ذات المستوى العالي في الأمن، والكفاءة، إلّا أنّ أهمّ شركات النَّقد التي تستحوذ على 90% من الحصّة السوقيّة لإنتاج العملات هيَ:[٣][٤] شركة دي لا رو البريطانيّة (بالإنجليزيّة: De la rue): وهي تُعتبَر أكبر شركات العالَم المُتخصِّصة في طباعة العُملات، حيث بدأت عملها عام 1860، فطبعَت العُملة لدولة موريشيوس، ثمّ أصبحت تطبعُ العُملات لدُوَل عديدة حولَ العالَم، فهي تهتمُّ اليوم بطباعة العُملات لعدد يصل إلى 140 بنكاً مركزيّاً. شركة (Giesecke & Devrient): وهي شركة ألمانيّة تهتمّ بطباعة الأموال لمصارف مركزيّة عددها 100 مصرف. شركة (François Charles Obertour Vidocerie): وهي شركة فرنسيّة. خطوات طباعة العُملة الورقيّة لطباعة العُملات تُستخدَم المادّة الرئيسيّة؛ وهيَ مزيجٌ يُعَدّ؛ لصناعة ورقة العُملة، وهذا المزيج مُكوَّن من القُطن بنسبة 75%، ومن الكتّان بنسبة 25%، كما يُضاف لهذا المزيج ألياف حمراء، أو زرقاء؛ لإعطاء لون لكلِّ فئة نقديّة، كما تمّت إضافة خَيط أمانٍ غير مَرئِيٍّ؛ حتى لا يتمّ استنساخ الورق النقديّ، وتُستخدَم للطباعة على الأوراق أحبارٌ مصنوعةٌ من أصباغ بلون جافّ، وممزوج بالزيوتن أمّا الأختام، والأرقام التسلسُليّة على الورقة، فتُستخدَم لها الأحبار العاديّة،[٥] وتتم عمليّة طباعة العملات الورقيّة ضمن مجموعة من الخطوات، هيَ:[٥] عمل التصميم: حيث يُصمَّم وجها العُملة الورقيّة بشكل يدويّ من قِبَل مُختَصِّين، بحيث يتمّ تنفيذ التصميم باستخدام الأرقام، والرسومات، وصور الأشخاص المُهمّين، بشكل فنّي واضح، ومُميَّز. صناعة القوالِب: يتمّ تجهيز قوالب رئيسيّة من الفولاذ الناعم، بحيث يتمّ قَطْعها باستخدام آلات الحَفْر، ونَقْشها باستخدام أدوات نَقْش دقيقة؛ لتتَّخذَ الشكل الرئيسيّ للعُملة بالأشكال، والأحجام المختلفة. عمل لوحة الطباعة: بعدَ خضوع القوالب الرئيسيّة للفَحص، تُضغَط ورقة بلاستيكيّة في القالَب؛ لتتَّخذ شكله التصميميّ، وبعدها يتمّ رَبْط 32 قطعةً بلاستيكيّة معاً تُسمَّى (الباستو)، ثمّ يُوضَع الباستو في خزّان يُطلَى بالنُّحاس كهربائيّاً، فتنتجُ قِطَع معدنيّة تتَّخذُ شكل التصميم المطبوع على القِطَع البلاستيكيّة، بحيث يتمّ التخلُّص من البلاستيك، ويُصقَل الباستو المعدنيّ، ويُطلَى بالكروم؛ حتى يكون سَطحاً صلباً، وبذلك يشكِّلُ اللوحة الرئيسيّة للطباعة. مرحلة الطباعة: يتمّ وضع 100 ورقة في مطبعة عالية السرعة، والدوران، بحيث تُطبَع على كلّ ورقة 32 عملةً باستخدام الباستو المعدنيّ، والذي يكون بدوره مُغلَّفاً بالحِبر، وتُطلَى الأوراق بالحِبر الأخضر أوّلاً، ثمّ تُترَك لفترة جفاف تتراوح بينَ 24-48 ساعة، وبعدها تُطلَى بالحِبر الأسود. مرحلة الفَحْص: بعدَ طباعة الورق النقديّ تتعرّض الأوراق للفَحص باستخدام أجهزة استشعار آليّة؛ للتأكُّد من خُلوّها من العيوب، ويتمّ خَتْم الأوراق السليمة، وإضافة الأرقام التسلسُليّة. مرحلة التقطيع: تُوضَع 100 كومة من الأوراق، ويتمّ تقطيعها بواسطة سكّين مقصلة رأسيّة، ثمّ تُغلَّف الرُّزَم الماليّة، وتُرسَل إلى البنوك، والوكالات المسؤولة عن توزيع المال. تاريخ العُملات المطبوعة بدأت العُملات المطبوعة منذ 660 سنة ق.م، حيث كانَ التعامُل الأساسيّ بينَ التجّار، والحِرَفيِّين، وبينَ الناس آنذاك مَبنيّاً على تبادُل السِّلَع؛ إذ كانَ البعض يُخزِّن السِّلَع الزائدة في منزله، أمّا البعض الآخر فكانَ يُودِعُ هذه السِّلَع لدى مُؤسَّسات مُتخصِّصة، حيث كانت تأخذُ السِّلَعَ من الناس، وتُعطيهم -كنوعٍ من الحماية لحقوقهم- قطعةً من الطينِ تُكتَب عليها السِّلَع التي تمّ إيداعها، بحيث تُعتبَر إيصالاتٍ لهذه السِّلَع، فكانت هذه القِطَع الطينيّة أوّل شكلٍ اتّخذته العُملات المطبوعة في التاريخ، أمّا الشكل المعروف حاليّاً للمال، فقد ظهرَ منذ العصر الرومانيّ القديم؛ حيث كانت تُكتَب إيصالات ورقيّة للأموال المُودَعة، أو المُقترَضة، ثمّ تمّ تداوُل هذه الإيصالات الورقيّة مُحدَّدة القيمة، إلّا أنّها غير مُحدَّدة الاسم، أمّا أوّل إصدار حقيقيّ للأوراق النقديّة المطبوعة فقد كان سنة 1023م في الصين، عندما أمرَ الإمبراطور آنذاك بإنشاء أوّل مكتبة؛ لإصدار الأوراق النقديّة المُعتمَدة، أمّا في أوروبا، فلم تظهر العُملات المطبوعة إلّا عام 1661 في السويد، بعد اعتراضات عديدة على هذا الأسلوب من التعاملات الماليّة، ثمّ بدأت تنتشرُ عبرَ أوروبا، والمُؤسَّسات المختلفة، إذ وُضِعت عدّة قوانين تَحكُم طباعة الأوراق النقديّة؛ لحمايتها من التزييف.[٦]
المراجع ↑ Marco Sampaolo, Shiveta Singh (20-6-2006), “Currency”، www.britannica.com, Retrieved 7-10-2018. Edited. ^ أ ب “What is Currency”, www.businessdictionary.com, Retrieved 7-10-2018. Edited. ^ أ ب Christopher Giles (27-9-2018), “Why countries print money outside their borders”، www.bbc.com, Retrieved 7-10-2018. Edited. ^ أ ب كلاوس بيند، خالد غريب علي (2015)، صُنَّاع النقود (الطبعة الأولى)، مصر: هنداوي، صفحة 39،40،48،49،44. بتصرّف. ^ أ ب “Paper Currency”, www.madehow.com, Retrieved 7-10-2018. Edited. ↑ Don Cleveland, “A History of Printed Money”، www.theibns.org, Retrieved 7-10-2018. Edited.