الترسيم البحري انتصار وهميّ وإنجاز لصالح العدو الإسرائيلي

الدكتور جميل ضاهر

نتساءل «من وقّع الإتفاق: فلسطيني أو إسرائيلي؟» لا مشاحة بالألفاظ هي قاعدة فقهية في الأصول والفروع. نستشهد بهذه القاعدة، ونشير الى ما جرى بين لبنان، وبدعم من قواه الحزبية الوازنة، وبين العدو الصهيوني، بموضوع ترسيم الحدود البحرية.

السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي وقّع على الإتفاق مع الجانب اللبناني: هل هو شخص فلسطيني أو إسرائيلي؟

هناك من أطلق على ما جرى اسم وثيقة، وآخرون رسالة وغيرهم تفاهم، ولكن النتيجة واحدة لا مشاحة بالألفاظ، وإن اختلفت الألفاظ والتسميات، ونحن نسأل من زاوية أيضاً: هل يصبح الخمر حلالا إذا اختلفت تسمياته؟ طبعاً لا.. لذلك فهي تواقيع متبادلة بين لبنان والمحتل الصهيوني لأرض فلسطين.

ما جرى هو إعتراف فعلي وعملي بالعدو الإسرائيلي، ويمكن تسميته التوقيع بالحروف الأولى على معاهدة سلام.

إذا أنكر أو استنكر أحد من هذا القول أو هذه المعادلة، فلينظر على من وقّع على «الورقة»، إذا كان إسرائيلي أو فلسطيني، صاحب الحق وصاحب الأرض.

نعم وألف نعم.. هو اعتراف ومقدمة لمعاهدة، وهو اعتراف هزيل مقابل أثمان هزيلة واضحة، فهناك واقع حقيقي وعلمي صريح بأن الخط 29 هو من حق لبنان، وليس الخط 23، وهذا يعني ان العدو الإسرائيلي هو المستفيد، وما حصل ليس لمصلحة لبنان، بل أكثر من ذلك، ان لبنان خسر مساحة 1430 كلم2، أي ثروة هائلة لمصلحة العدو الإسرائيلي، وهذه المعطيات والأرقام مؤكدة من قيادة الجيش وتقرير المكتب البريطاني ukho.

رغم التسويق أن الاتفاق انتصار، الحقيقة انه انتصار وهمي وإنجاز لصالح العدو الإسرائيلي. وتصح بهذا مقولة «نحن المنتصرون والأعداء المحتفلون».

  • رئيس مؤسسة «الأمان الأهلية» في لبنان✔