توالت التقارير، مؤخرا، عن ممارسات وُصفت بالعنصرية، تجاه الهاربين من حرب أوكرانيا نحو دول مجاورة، وسط حديث عن إيلاء العناية لذوي البشرة البيضاء، مقابل إهمال الأجانب والأشخاص السُمر.
وكشف صحفي في شبكة “سي إن إن” الأميركية، أن أخته التي دخلت إلىبولندا مؤخرا، كانت شاهدة على تقسيم الهاربين إلى طابورين؛ أحدهما للبيض، والآخر لذوي البشرة السمراء.
وكتب الإعلامي بيجان حسيني، في تغريدة على موقع “تويتر”، تفاصيل الرحلة المحفوفة بالمخاطر التي اجتازتها أخته، إلى حين وصولها آمنة إلى بولندا.
وأضاف أنه خلال رحلة الهروب، كابدت أخته والجروح والبرد القارس والحرمان من النوم، قائلا إن هذه الحالة ليست سوى واحدة من بين مئات الآلاف من الأشخاص الذين علقوا في اوكرانيا ريدون اليوم أن يفلتوا من الحرب
وأشار إلى أن أخته عن طريق التبني، تنحدر من سيراليون، وهذا الأمر هو الذي أخر خروجها من أوكرانيا إلى بولندا، بعد بدء الغزو الروسي.
وقال الصحفي، إن أخته ومن معها اضطروا إلى المشي عشر ساعات كاملة في درجة حرارة متدنية، حتى يصلوا إلى حدود بولندا، لأن السائق أخبرهم بضرورة عودته إلى كييف، وعندئذ، اضطروا للتخلص من بعض الأمتعة حتى يخففوا العبء.
وهذه الشهادة بشأن ممارسات عنصرية، على حدود اوكرانيا مع دول مجاورة، ليست الأولى، إذ سبق أن تحدث هاربون من الحرب، عن إيلاء العناية الأكبر لذوي البشرة البيضاء ممن يبدو أنهم أوروبيون.
ولم يقتصر التمييز على مشهد الطوابير، فحتى التغطية التي أنجزت للحرب، لم تخل من الكلام العنصري الذي استغرب أن يكون الإنسان الأبيض في قلب الحرب، لأن المعتاد هو أن ترتبط المعارك ومآسيها بأشخاص من دول بعينها مثل أفغانستان والعراق
وكان نائب المدعي العام الأوكراني، ديفيد ساكفارليدزي، عندما قال في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” إنه متأثر للغاية وهو يرى أناسا ذوي بشرة بيضاء وشعر أشقر يقتلون كل يوم.
وفي المنحى نفسه، قوبل مراسل قناة “سي بي إس” الأميركية، بغضب واسع، عندما قال، مؤخرا، في تعليقه على عمليات النزوح، إن أوكرانيا بلد أوروبي متحضر نسبيا، وليس مكانا مثل العراق وأفغانستان “وبالتالي لا نتوقع حدوث مثل هذه الأمور”