يوضح أحد طلاب الجامعة اللّبنانيّة، والذي لم يستطع أن يحصل على غرفة داخل المجمّع السّكنيّ للجامعة بأنّه لم يعد بمقدوره أن يستكملَ مشوار نزولِه إلى الجامعة، خاصة ً بعد قرار رئاسة الجامعة بأن يكون التعليم هذه السّنة حضوريا وليس عبر الاونلاين. ومن هنا يوضح الطّالب بأنَّ هذا القرار بات كحكم إعدام لن يسمحَ لعددٍ كبيرٍ من الطّلابِ بالنّزول إلى الجامعة، وذلك بسبب كلفة النّقل العاليّة بعدما تخطى سعر صفيحة البنزين المليون ليرة.
وبمعادلة حسابيّة بسيطة يوضح الطّالب بأن استخدام النّقل من منطقة الجبل إلى الحدث قبل الأزمة كان يساوي 8000 ليرة لبنانيّة لينزل إلى الجامعة ويعود منها، ما يعني شهريًا قرابة 200 ألف ليرة وهو ما كان متناسبًا مع معاشه الشّهريّ كطالبٍ يعملُ بدوام جزئي، أما اليّوم، وبعد ارتفاع أسعار المحروقات يقول بأن التّكلفة اليّوميّة باتت تقارب 250 ألف ليرة يوميًا، ومع احتسابها شهريًا فإنها لا تقل عن 4 ملايين ليرة، علمًا بأنّ التّكلفة ترتفعُ كلما ابتعدنا بضعة مئات من الأمتار بين منطقةٍ وأخرى.
ومن هنا تُوضح إحدى الطّالبات اللّواتي خضعن للأمر الواقع إلى أنّه ما بين جامعتها وعملها فإنّها ستكون مضطرةً إلى الإستغناء عن هذه السّنة الدراسيّة، لأن عملها يؤمن قوتها وحاجاتها، في ظل أن لا بركة لمعاشها حسب تعبيرها، إلا أنّها ليست بوارد أن تقوم بدفع ثمانين في المئة منه كبدل نقل الى جامعتها، في وقت مطلوب منها أن تشتري الخبز والدواء لأمها.
وعليه، بات قسم كبير من طلاب الجامعة اللّبنانيّة قاب قوسين من التّخلي الجذري عن مسيرتهم التعليمية والإتجاه نحو البقاء في منازلهم، في حال كانوا عاطلين عن العمل أو الإستمرار بعملهم وإرجاء سنوات علمهم الى حين ابجاد حل للازمة الإقتصاديّة.
هذا الواقع لا يطال الطلاب فقط، بل ايضا اساتذة الجامعة اللّبنانيّة والموظفين ، فلا يكاد يمرّ أسبوعٌ إلا ويكون هناك تلويح بالإضراب، مما يتسبب بخسارة الطلاب المزيد من ايام الدراسة.
وفي الخلاصة فان هذا العام تحديدا هو من أصعب الأعوام التي قد يخسرها أي طالب خاصة إذا كان سيحصر الى جامعته من مناطق بعيدة، ما ينذر بأزمة قد يتّجه الطالب من خلالها إلى التخلي عن جامعته واعتبارها من الكماليات لا الأساسيّات