على وقع عودة المؤسسات التجارية إلى العمل بعد فترة الإقفال العام، استأنف فيروس كورونا «نشاطه»، مسجلاً 62 حالة وفاة دفعة واحدة و3098 إصابة. وهي أرقام لن تكون استثنائية في الفترة المقبلة، إذ يتوقع أن تعاود العدادات صعودها، مع الفشل للمرة الألف في العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بعد فتراتٍ من الإقفال الطويل. اليوم، لا مجال لقرار إقفالٍ جديد لن يحمله أحد، ولكن المجال نفسه مفتوح لذروة أخرى مع الفيروس، وهو ما حذّر منه، أمس، رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، من خلال التأكيد على أن «آلية فتح المؤسسات والمرافق بهذا الشكل قد تؤدي إلى ازدياد الإصابات». ولأن لا رجوع عن تلك الآلية، طالب عراجي «الجهات المعنية بالتشدّد والحزم، وخصوصاً أن غرف العناية الفائقة لا تزال ملأى بالمرضى ذوي الوضعية الصعبة».
لا يأتي هذا القلق من عبث، وخصوصاً إذا ما نظرنا إلى الأرقام اليومية للعدادات، من الوفيات إلى أعداد الإصابات ونسبة إيجابية الفحوص والمقيمين في العنايات الفائقة التي بلغت أمس 890 مصاباً، منهم 281 موضوعون على أجهزة التنفس.
مع ذلك، ثمة تعويل على اللقاحات التي يفترض أن تنتعش مع الشهر الجاري مع إعطاء وزارة الصحة العامة الموافقة على لقاح «سينوفارم»، وقرب وصول كميات كبيرة من لقاح «استرازينيكا»، ووصول لقاح «سبوتنيك». ومن المفترض أن يحمل ذلك الأمل معه، ولكن لن يكون العبور إلى بر الأمان سهل الوصول، فبحسب المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي، الدكتور فراس الأبيض، يحتاج لبنان إلى «إعطاء 30 ألف جرعة لقاح يومياً كي يصل إلى مناعة القطيع في غضون عام واحد». وإلى الآن، لا يزال اللجوء إلى المنصة ضعيفاً، إذ تم تسجيل 15% من الأفراد المؤهلين حتى الآن.