خاص المجلة| “ع هدير البوسطة”
بين بوسطة عين الرمانة عام ١٩٧٥، الشرارة التي أسهمت في اندلاع الحرب أهلية، وبوسطة الثورة عام ٢٠١٩، ذكريات من الحرب والظلم والقتال الداخلي التي لم ينساها اللبنانيون بعد. لذلك، وعندما لاحت فكرة “بوسطة الثورة” في الأفق، عادت الذاكرة بأبناء الوطن مباشرةً إلى مجزرة عين الرمانة وإلى البوسطة المشؤومة تلك. ولأنّ هذه البوسطة أثارت الريبة في الأوساط الشعبية، أجرت المجلة لقاءًا حصريًّا مع رئيسة جمعية “كن صديقي” شادية الحسن وهي أيضاً إحدى المشاركات في إيجاد فكرة البوسطة للاستيضاح عما جرى.
لفتت الحسن إلى أن البوسطة مقدمة من “مدرسة الإبداع” العكارية، حيث قاموا بترميمها وتزيينها بما يتنساب مع أجواء ثورة تشرين. وكانت الفكرة عبارة عن إيجاد بوسطة تجول في المناطق بهدف إعطاء محاضرات وندوات تثقيفية ونشر الوعي الثوري وحث الناس على المطالبة بحقوقها. وفي الحديث عن سبب انطلاق البوسطة من عكار، أشارت الحسن إلى أن التهميش الإعلامي لمنطقة عكار جعل الثوار يسعون لإعادة تقديم هذه المنطقة بطريقة حضارية ومميزة علّها تكون محط اهتمام، فتواصل ثوار عكار مع الساحات لإقامة رحلة من الشمال حتى الجنوب بهدف توحيد المنتفضين ومطالبهم. وقد واجهت البوسطة العديد من الإتهامات ومحاولات لمنع انطلاقها وذلك يوم السبت في ١٩ تشرين الأول. وأوضحت السيدة شادية أن الثوار اتفقوا أن تجوب البوسطة جميع الساحات بدءًا من طرابلس الى البترون فجبيل وذوق مصبح وجل الديب مروراً بجسر الرينغ وصولاً إلى ساحة الشهداء ورياض الصلح ثم إلى خلدة للقاء زوجة الشهيد علاء أبو فخر ووضع إكليل من الزهر في مكان حادثة إطلاق النار عليه. وبحسب السيدة شادية، فإن عدد كبير من السيارات كان يسير مع البوسطة بهدف إزالة الحواجز الطائفية قبيل مرورها.
وقد أوقفت من قبل الجيش اللبناني عند وصولها إلى تقاطع إيليا في صيدا وجرى التفاوض على عدم استكمال مسيرتها نحو صور والنبطية خوفًا من أي موقف قد يؤدي إلى تكرار سيناريو بوسطة عين الرمانة فعادت أدراجها محاولة رسم جسر الوطنية والوحدة وكسر شبح الطائفية.