في يوم اللغة العربية لا بد لنا أن نعطيها حقها وسط كل ما تتعرض له من محاولات لتهميشها. فهي لغتنا الأم والأم دائمة ما تكون معطاءة وتفرض احترامها علينا.
لكن الحال الذي وصلنا إليه يختلف تماما عن عباراتنا البراقة، فاللغة العربية أضحت تتعرض للتهميش ولمحاولات من الإلغاء والتناسي. يحاول الأهل تعليم أطفالهم النطق بمصطلحات أجنبية فينادي أباه “papa” أو “daddy” وأمه ب “mom” أو “maman”، وينام على إيقاع الأغاني الأجنبية على “YouTube”، والتي يسمعها أيضًا لتحفيزه أثناء تناوله الطعام، وحتى أفلام الكرتون التي يشاهدها بلغة تبعد كل البعد عن لغتنا الأم، مما يساهم في تهميشها عن قصد او غير قصد. إلى جانب اجتياح التواصل الاجتماعي لحياتنا اليومية واستبدلنا حروف اللغة العربية بحروف الأرابيشية أو “لغة الإنترنت” وذلك لاستسهالها و لتعودنا من الأصل على الكتابة باللغة الأجنبية فدخلت هواتفنا وسيطرت عليها بشكل تام، إلا من رحم ربي. وغير المنزل، تلعب المدرسة دورًا أساسيًّا في تعليم وتعزيز اللغة العربية الأم. وهنا أيضا يقع اللوم على الكوادر التعليمية التي أهملت اللغة العربية بشكل أو بآخر فهناك بعض المدارس التي لا تعطي العربية إلا في صفوف معينة حيث تعطى الأولوية للإنكليزية أو الفرنسية وفي بعض المدارس تفرض الإدارة على التلاميذ التكلم بالاجنبية وقت الاستراحة أو الفراغ .ومن هنا حصلنا على حديث مع أستاذة في اللغة العربية “نغم علوش” (قامت بتدريس هذه المادة على مدى ٢٠ عاماً، وحائزة على شهادة ماستر ١ في الدراسات المعمقة للغة العربية) أشارت فيه إلى دور المعلمة في تعليم اللغة العربية بشكل صحيح وضرورة التكلم بالفصحى مع التلاميذ، وعلى دور المدرسة في تعزيز اللغة العربية والعمل على تطويرها لإيصالها للتلاميذ بسلاسة. وختمت حديثها مؤكدة على دور اللغة في بناء أمة عربية الانتماء.
اللغة العربية هي الحجر الأساس في ترسيخ العلاقة مع الوطن وهي الطريق الأمثل لبناء جيل صحيح.
(حلا مصباح علوش