إستطاع تطبيق “تيك توك” خلال الثلاث سنوات الماضية، الدخول إلى جميع الدول العربية بما فيها لبنان، ليحظى بإهتمام وإقبال واسع، وخاصة من فئة الشباب المراهقين الذين يقضون أوقاتهم بالساعات عليه.
وفي حديث مع المعالج النفسي “عبدالله الحاج” يقول لموقع “ليبانون عاجل” أن أساس هذه الظاهرة هو سوء إستعمال هذا التطبيق نتيجة عدم وجود دفئ أسري أو رقابة من الأهل مما يدفع معظم المستخدمين إلى إسقاط فراغهم النفسي والعاطفي في تطبيق إفتراضي يحاكي تطلباتهم مما يؤدي للإنعزال عن الواقع.
كما أن الأرقام الخيالية التي يؤمنها هذا التطبيق تجعل المستخدم مُصاب بهوس الشهرة فممكن أن يصل الفيديو إلى ١٠٠ مليون مشاهدة وفي حال عدم وصول المستخدم لرقم كبير نتيجة فكرة غير مرغوب بها من قبل الاخرين ولم يلي النتيجة المرجوة للمستخدم، قد يسبب ذلك ان يقود الشخص إلى التوتر والاكتئاب، مما يجعله نرجسي بطبيعته.
وأضاف، إن تطبيق tiktok ليس سيئ إلى هذا الحد فهو سلاح ذو حدين مثل باقي الشبكات الاجتماعية، وبرامج التواصل الاجتماعي على الانترنت،
في حال تم إستخدامه بطريقة جيدة ومفيدة وعدم الإنصياع وراء بعض المستخدمين الذين شوهوا هذا التطبيق وجعلوه محطة للإنحطاط والمقاطع اللا أخلاقية
وشدد على ضرورة متابعة الأهل لأطفالهم ومراقبتهم وتأمين جو أُسَري سليم مليئ بالحب والعاطفة وإعطائهم نشاطات مختلفة بعيداً عن الهاتف الخليوي.
إذاً تطبيق تيك توك مثله مثل أي تطبيق للتواصل الإجتماعي ولا يمكننا تجاوزه وعلينا معرفة الإستفادة منه وعدم تمضية وقت كبير عليه وتوخي الوصول للإدمان كما نرى عند الكثير من المستخدمين.
ويمتد الأمور خطورة، إذ أصبحت معظم الفتايات تستخدم أنوثتها وجمالها للرقص وجذب الجمهور حتى أصبحن مهووسن بنفسهن في تصوير الكثير من مقاطع الفيديوهات المرئية المتمثلة في أعمال مجنونة التي يعتقدن أنها تجعلهن يبدون جذابين أكثر، وبالتالي مزيد من المعجبين لِتُلقّب ب ال “TIKTOKER” و “INFLUENCER”، وماذا تريد أحسن من هذا اللقب؟ فتحت هذا الإسم تستطيع السفر وقبول الدعوات للحفلات والمقاهي والمطاعم وتبدأ تستقبل الهدايا التي أعطاها إياها مُجتمع ذكوري يدفع ويعطي كل شيئ مقابل مقطع رقص مثير لTiktoker مرتدية “القليل من الملابس”.
إضافة إلى قضاء معظم ليلتهم على خاصية البث المباشر (live) والتحدث مع المستخدمين والدخول في تحديات لكسب الأموال عبر الفريش دولار تخولهم الإستغناء عن التعلم وبالتالي الوظيفة ليصبح هذا التطبيق “العمل المُريح والمربح في الوقت نفسه”.
ويؤدي ذلك إلى الإنعزال عن الواقع والغوص في حياة إفتراضية، فيُفضل المستخدمين لأن يكونوا أكثر عرضة لمشاهدة الفيديوهات، حيث تجدهم يفضلون الجلوس لمشاهدة الفيديوهات بدلاً من الاإخراط مع أفراد اسرتهم ومجتمعهم، مما يجعل الطفل او المراهق في حالة ادمان الجوال وانعزال شبه تام عن الواقع.
ف “تيك توك”، المعروف في الصين باسم دوين Douyin (بالصينية)، هي خدمة شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو مملوكة لشركة بايت دانس الصينية. تُستخدم منصة الوسائط الاجتماعية لإنشاء مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، من أنواع مثل الرقص والكوميديا والتعليم، كما يتيح لك تسجيل فيديوهات قصيرة مدتها لا تزيد عن 15 ثانية، بحيث يمكن لأي شخص تسجيل هذه الفيديوهات بكاميرا الهاتف الخاصة به.
ويتمتع هذا التطبيق بعدة إيجابيات ممكن الإستفادة منها، فهو يحث على الإبداع: فهذه المنصة فرصة رائعة حقاً للأفراد ذوي المواهب المهتمين بصناعة محتويات مقاطع الفيديو، لتصل لعالم الإلهام والإبداع.
كما يتيح المجال للتعلم، منجد الآن الكثير من الفيديوهات للتثقيف والتوعية التي يشاركنا بها أطباء، معلمين وطباخين أيضاً ممكن الإستفادة من محتواهم العلمي وبشكل مجاني.
ولكن مع الأسف، إعتاد مجتمعنا على الإهتمام بالشق السلبي في كافة المواضيع، والأمى نفسه بالنسبة للتيكتوك، فبتنا نرى جميع أفراد الأسرة، المتمثلة بالأهل والأطفال مُصابين ب”مرض” هذا التطبيق حيث أصبحت حياتهم مكشوفة للجميع ومرهونة بعدد الviews وال share، ناسين أو ‘مُتناسين’ ضرورة الخصوصية للعائلة، إضافة إلى سماح الأهل لأطفالهم القاصرين وما دون عمر ال ١٣ سنة بقضاء ساعات على هذا التطبيق دون رقابة أو متابعة، تحت حِجّة “حرام بيتسلا”.