منذ يوم الجمعة الماضي، تشهد طرابلس والميناء والبداوي ما يشبه “العصيان” على قرار تمديد فترة الإغلاق العام حتى الثامن من شهر شباط المقبل، وهو القرار الذي اتخذ لمواجهة فيروس كورونا ومنع تفشيه، بعد ارتفاع أعداد الوفيات والمصابين به في الآونة الأخيرة مما أثار الامتعاض في مجتمع يعيش غالب سكانه تحت خط الفقر ويكسبون قوتهم من عملهم اليومي فإذا لم يعملوا لا يأكلون ولا يطعمون عيالهم؛ ولأن الجوع كافر، فإن الاحتجاجات تنطلق مساء من ساحة النور التي تقطع الطرق المؤدية إليها ثم تنطلق مسيرات في الشوارع والاحياء تهتف ضد الإقفال والغلاء والحكومة وتشمل الوقفات بيوت السياسيين الذين يحمّلونهم كلّ أنواع التهميش والحرمان والإهمال، التي لحقت بعاصمة الشمال مما جعل المدينة تنظر إلى أيّ قرار تتخذه الحكومة على أنّه قرار يريد استهدافها والنيل منها قبل أيّ شيء آخر، فردّت بالتعامل مع قرارات السلطة بالرفض والاعتراض، سلمياً تارة وعنفياً تارة أخرى.
إلى ساحة النور التي باتت تعرف بـ “ساحة الثورة” ينزل مواطنون غاضبون، رجال ونساء وأطفال، من البداوي والمنكوبين، ومن القبة وابي سمراء والمشروع والجوار، ومن باب التبانة وباب الرمل ومحرم والميناء والقلمون فيغلقون الشوارع بإطارات السيارات المشتعلة وحاويات نفايات وحجارة، في حركة اعتراضية أعطت إشارة إلى أنّ استمرار إقفال البلاد على هذا النحو من غير تأمين حاجيات المواطنين الضرورية خلال فترة الإقفال ليلتزموا بيوتهم، من مأكل ومشرب ودواء، يعني أنّهم سيرفضونه، وبأنّ الاعتراض عليه سيكون في الشارع وليس في مكان آخر وما حصل ليل امس في باب التبانة دليل جديد على الاستمرار في الرفض حيث إن الاطفال وقفوا بوجه القوى الامنية ليلاً التي حاولت إقفال المحال المخالفة لقرار الاقفال.
2021-01-25