لليوم الثالث على التوالي لم يجد أبناء الأحياء الشعبية في مدينة طرابلس حلاً للتعبير عن رفضهم للإقفال، سوى بالخروج الى الشارع والتمرّد على الوضع القائم والمواجهة مع القوى الامنية، كما في الليلتين المشتعلتين بالاشتباكات العنيفة مع عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
اشتدّت مساء حدّة المواجهات بين عدد من المحتجين والقوى الأمنية في محيط سراي طرابلس، وسط اطلاق نار كثيف، بعدما أعلنت قوى الأمن الداخلي أنّ هناك اصراراً لإقتحام السراي وحذّرت من انّها ستتعامل مع المهاجمين بكل شِدّة وحزم مستخدمة جميع الوسائل المتاحة وفقاً للقانون.
وأكمل المحتجون تحرّكهم ومحاولاتهم نحو السراي، وأضرموا النيران في إحدى السيارات المركونة أمامها، وأطلقوا قنابل المولوتوف. وبعد تمادي المتظاهرين بأعمال الشغب وخرق الباب الرئيسي للسراي، أطلقت القوى الأمنية تحذيرات لكنها لم تردع المحتجين، الذين قالوا إنّهم نزلوا من أجل لقمة عيشهم، واستخدامهم الشغب هو لأنّ أحداً لا يلتفت إليهم، ولا حتى من نواب المدينة، ما اضطرها إلى أن تردّ بإطلاق نار كثيف في الهواء، وحصلت عمليات كرّ وفرّ، أوقعت عدداً من الجرحى، و اصابة 9 عناصر من القوى الامنية
واستقدم الجيش تعزيزات عسكرية ونفّذ انتشاراً واسعاً في ساحة النور والشوارع المحيطة بها، وأعاد الهدوء إلى المدينة ليلاً.
وعلم انّ المواجهات أسفرت عن سقوط نحو 226 جريحاً من المدنيين والعسكريين. واكّد الصليب الاحمر انّ نحو 35 مصاباً تمّ نقلهم الى مستشفيات المدينة، بعضهم بحالة حرجة، فيما تمّت معالجة 67 ميدانياً، اما فرق جهاز الطوارئ والإغاثة فقد أعلنت أنّها أسعفت 93 مصاباً ميدانياً ونقلت 31 جريحاً الى مستشفيات المدينة.